الأخبار الصحفية

"بدر وبدرية" إنجاز عالمي حققه المركز العلمي 06/يوليو/2022

"بدر وبدرية" إنجاز عالمي حققه المركز العلمي

في خطوة تمهد الطريق للمنشآت العلمية حول العالم نحو حفظ قرش النمر الرملي وتعزز مكانته كمركز رائد في مجال العلوم والاستدامة البيئية



الكويت، 5 يوليو 2022 -حقق المركز العلمي التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي إنجازاً عالمياً وتاريخياً، حيث استطاع النجاح في إنتاج قرش النمر الرملي المهدد بالانقراض ورعاية المواليد الجدد وفق استراتيجية ابتكرها ضمنت نموهم بالشكل الصحيح، وليكون بذلك أحد المراكز القليلة في العالم التي نجحت بذلك. واحتفالاً بهذا الإنجاز العظيم عقد مؤتمراً صحفياً في الخامس من يوليو 2022، بحضور عدد من ممثلي المؤسسات والهيئات والشخصيات المهتمة بالبيئة واستدامة التنوع الحيوي لمشاهدة صغار القروش الذين أصبحوا الآن جزءاً من مجموعة أسماك قرش النمر الرملي التي يمتلكها المركز لأكثر من 20 عاماً، والتي تعد من أشهر الأحياء البحرية المحببة لزوار المركز.

 

وقد ولدت سمكة القرش "بيبي" الشهيرة، والتي تشير التقديرات في سجلات المركز إلى أن عمرها يبلغ أكثر من 20 عاماً، اثنين من صغار النمر الرملي بتاريخ 24 يناير 2022 في حوض الأحياء البحرية بالمركز العلمي، واحد منها ذكر والأخرى أنثى. وقد تمت تسمية صغار أسماك القرش بـ "بدر وبدرية" وفقاً للتصويت الذي حسمه محبو المركز العلمي على قناته في الإنستقرام.

وقد صرح د. سلام العبلاني، عالم أحياء وعضو سابق في مجلس إدارة المركز العلمي أن المركز وعلى مدار 22 عاماً، استطاع ضمان وتوفير بيئة مناسبة لأسماك قرش النمر الرملي مكّنتها من التكاثر طبيعياً وباستمرار دون أي تدخل اصطناعي خلال تلك السنوات.حيث ووفقاً للدراسات العلمية فإن هذا النوع من أندر فصائل أسماك القرش التي تتكاثرداخل الأحواض المائية، وذلك بسبب ضغوط الإجهاد المختلفة كالازدحام، والنظام الغذائي، ودرجة حرارة الماء. كما أن فترة حمل إناثها تتراوح بين 12 إلى 14 شهراً، ومن الصعب أن تحافظ على حملها لهذه المدة الزمنية تحت جميع العوامل داخل الأحواض المائية. ويعد هذا مؤشراً على الظروف الصحية الجيدة التي تميز بيئة الأكواريوم. كما تشير ولادة الصغار الأصحاء إلى أن القيمة الغذائية لنظام أسماك القرش الغذائي عالية جدًا. الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي للغاية على ممارسات التربية الممتازة لموظفي إدارة الأحياء البحرية والبرية وخبراتهم العالية وكذلك جميع إدارة المركز العلمي.

وأكمل العبلاني: كان أكبر تحدٍّ للمركز العلمي هو ضمان حياة صغار القروش بعد ولادتها. حيث تحتاج قروش النمر الرملي إلى عناية فائقة حتى تستطيع النجاة. لذلك نجد من الصعب جداً تكاثرها، وإن نجاة هذا النوع من القروش يعتبر نادراً، والنماذج الناجحة جداً شحيحة.

وبمجرد أن تمت الولادة بأمان، هرع فريق الأكواريوم على رأسهم المستشار العالمي آندرو كلارك إلى إخراج الصغار من الحوض الرئيسي في الوقت المناسب، وتم نقلهم إلى أحواض الحضانة لضمان سلامتهم ومراقبة تغذيتهم عن كثب، وهذه كانت أول خطوة. ثم قام الفريق بابتكار استراتيجية للعناية بهم وضمان نموهم بالشكل الصحيح وذلك بتوفير كمية الطعام التي يحتاجها الصغار في الوقت المناسب.

وعن حالة بدر وبدرية، قال العبلاني: تتمتع الصغار بحالة صحية ممتازة. وكان وزن كل منها عند الولادة حوالي 3.5 كغ. وبدأت بالأكل بعد خمسة أيام من ولادتها، وهذه حالة طبيعية عند هذا النوع من القروش حيث تولد وفي معدتها صفار بيض وبقايا الأجنة التي افترستها داخل الرحم. وقد بلغ وزنها في عمر الأربعة أشهر حوالي 9.5 كغ ووصل طولها إلى حوالي 130 سم. ويقوم موظفو المركز المختصين بوزن كمية الطعام التي يتم إطعامها لهم بعناية، للتمكّن من تتبع الكمية التي يستهلكها كل منهم ونستخدم هذه المعلومات لتحديد معدلات نموهم. كما نجمع القياسات المورفومترية (الوزن والطول) شهرياً.

وتابع العبلاني: إن لهذه القروش أهمية وقيمة إيكولوجية كبيرة في حفظ التوازن الحيوي البحري وكذلك قيمة علمية في مجال البحوث والدراسات. وبمعلوماتنا هذه ستزيد معرفتنا أكثر حول أسماك قرش النمر الرملي، وستساعد المنشآت الأخرى حول العالم التي تكافح من أجل إكثارها ورعايتها. كما يمكننا أيضاً استخدام هذه المعلومات لفهم تاريخها الطبيعي بشكل أفضل، والمساعدة في توفير معلومات حيوية حول بعض التهديدات البيئية التي تتعرض لها مجموعاتها في الطبيعة كالصيد الجائر، الصيد العرضي، وغيرها من التهديدات، والتي هي في حالة انخفاض. كما تعطينا ملاحظاتنا اليومية نظرة ثاقبة لسلوكهم الطبيعي والتفاعلي.

وصرحت السيدة رنا النيباري- مدير عام المركز العلمي: فخورون بإنجازنا هذا، والذي يؤكد التزامنا التام تجاه البيئة وحرصنا على بذل كل جهد لتحقيق رسالتنا ورؤيتنا في المساهمة على الحفاظ على البيئة واستدامتها، وليس فقط من خلال التوعية بل أيضاً بأن يكون لنا دور فعلي وفعال في ذلك. وإن نجاحنا في إنتاج قروش النمر الرملي كان بفضل مرافقنا عالية الجودة، وخبرة موظفينا المختصين ومستشارينا العالميين.

ويواصل المركز العلمي المساهمة بالمعلومات العلمية التي من شأنها أن تساعد مراكز الأكواريوم الأخرى حول العالم للمحافظة على بقاء أسماك قرش النمر الرملي والتي هي من الفصائل المدرجة على القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). وأكملت النيباري:"يسرنا أن ننقل تجربتنا إلى جميع مراكز الأكواريوم في العالملنساهم في إنقاذ هذه القروش من الانقراض وضمان استدامتها. كما نأمل أن نستمر في إنتاج أجيال لاحقة منه في أكواريوم المركز العلمي.

والجدير بالذكر، أن المركز العلمي منذ افتتاحه عام 2000 وحتى الآن، يقوم بجهودٍ حثيثة للمحافظة على البيئة والحياة الفطرية، واستمر بتطوير مرافقه طوال الـ 22 سنة الماضية لتكون ذات جودة عالية ومطابقة للمعايير العالمية، حتى استمر في الحصول على شهادة الاعتماد من قبل الرابطة الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية EAZA. ليكون ضمن المراكز القليلة التي حصلت على هذا الاعتماد في الوطن العربي لما تتطلبه الرابطة من معايير عالية للحصول على اعتمادها. وبالطبع هذه الشهادة تسنح الفرصة للمراكز العالمية للاستفادة وتبادل الخبرات اللازمة التي من شأنها أن تساهم في المحافظة على البيئة واستدامة حياة الحيوانات.

وفي ختام المؤتمر، شكرت النيباري جميع الحضور، ودعت محبي أسماك القرش والمهتمين بقضايا المحافظة على البيئة بالحضور إلى أكواريوم مجبل المطوع لمشاهدة المواليد الجدد "بدر وبدرية" خلال أسبوع القرش في عطلة العيد.

المركز العلمي عقد قمته البيئية الأولى افتراضياً بالتزامن مع الذكرى السنوية الواحدة والعشرون لافتتاحه 20/إبريل/2021

يأكد فيها المتحدثون على ضرورة التكاتف المجتمعي لتحقيق مستقبل مستدام

الكويت، الأحد 18 أبريل 2021: عقد المركز العلمي، أحد المراكز التابعة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، يوم الخميس الماضي 15 أبريل 2021، قمته البيئية الأولى، ضمن برنامج المركز لشهر البيئة 2021، وبالتزامن مع الذكرى السنوية الـ21 لافتتاحه والتي صادفت يوم السبت 17 أبريل 2021. وانعقدت القمة البيئية افتراضياً، بالشراكة مع بنك الخليج وجمعية مهندسي الطاقة، وتم بثها مباشرة على حساب المركز العلمي الرسمي على إنستاقرام، بالإضافة إلى منصة زوم تحديداً للاختصاصيين والعلماء وأعضاء مجتمع الأعمال في الكويت والمناطق المجاورة، وذلك لإتاحة الفرصة للتفاعل مع نخبة من المتحدثين لمشاركة تجاربهم وخبراتهم فيما يتعلق ببيئة الكويت، والإجراءات التي يتم اتخاذها للمضي نحو مستقبل مستدام.

شارك في القمة علماء وباحثون ونشطاء وخبراء بيئيون محليين، وهم: د. فتوح الرقم، مدير برنامج كفاءة الطاقة في معهد الكويت للأبحاث العلمية؛ د. أيمن القطان، باحث علمي مشارك في مركز أبحاث الطاقة والبناء؛ د. العنود الرقم، باحث علمي مشاركة في برنامج إدارة المناطق الساحلية في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية؛ وسامية الدعيج، أخصائية بيئية؛ وطلال الوزان، الرئيس التنفيذي لـشركة امداد؛ شاكر العيسى، مؤسس شركة ريسايكل كويت؛ وسلمان لاري، الشريك الإداري في شركة NRG الدولية للتجارة العامة؛ و دلال بهبهاني، المؤسس والرئيس التنفيذي في عالم ناز؛ بالإضافة إلى بشار الهنيدي، مؤسس كاياك فور كويت.

واستعرض المتحدثون موضوعات تناولت قضايا بيئية حاسمة، من ضمنها التحديات التي تُواجَه في الكويت فيما يتعلق بالضغوط البيئية، فضلاً عن الحلول الممكنة، التي يمكن لكل فرد في المجتمع تطبيقها وتنفيذها بسهولة، وأيضاً البرامج الكثيرة التي يجري تنفيذها في الكويت للمساعدة في خلق مستقبل أكثر استدامة لبلدنا.

وأوضحت رنا النيباري –مدير عام المركز العلمي، في كلمتها الافتتاحية أن القمة عقدت للتأكيد على أهمية تضامن الجميع على اختلاف أدوارهم في المجتمع في مواجهة التحديات التي تهدد بيئتنا وحياتنا على كوكب الأرض، سعياً لضمان حمايته واستدامته.

"إن لهذه القمة أهمية بالغة بالنسبة لنا كونها تتزامن مع الذكرى السنوية الواحدة والعشرون لافتتاح المركز العلمي، وفي هذه المناسبة نود التأكيد على إلتزامنا التام تجاه البيئة وتعهدنا بذلك على مدى هذه السنوات الطويلة، بالإضافة إلى تطلعنا وتتوقنا الدائم لمواصلة إنجازاتنا وتقديم المزيد من الأنشطة كهذه."

وأكملت: "يؤمن المركز العلمي إيماناً حقيقياً بأهمية رفع مستوى الوعي البيئي كجزء من رسالته ورؤيته، وذلك للمساعدة على تحقيق الاستدامة البيئية، حيث أن التوعية هي الركيزة الأساسية لذلك. وننفذ ذلك بالأنشطة التي نقدمها كفعالية شهر البيئة التي نهدف بها إلى تعزيز فهم أدوارنا، بغض النظر عن مكانتنا في المجتمع."

واستطردت قائلة: "نأمل أن نخرج من هذه القمة بإلهام أكبر شريحة ممكنة من الأفراد لإحداث تغيير فارق بأفعال بسيطة لكنها بالطبع عظيمة في أثرها، وكما نأمل بأن تنظر المزيد من المنظمات في البيئة كاستثمار لمستقبلها، والمساهمة في تحقيق نتائج إيجابية بمواجهة التحديات البيئية".

واختتمت "نشكر شريكنا الأساسي بنك الخليج وشريكنا جمعية مهندسي الطاقة على ضم أصواتهم إلى أصواتنا، وتسليط الضوء على السبل التي يمكننا من خلالها التكاتف لضمان مستقبل أكثر استدامة للكويت، ونتمنى أن نستمر في العمل على خلق فرص كهذه لسنوات عديدة قادمة."

وسلطت مساعد المدير للاتصالات المؤسسة في بنك الخليج، السيدة لجين القناعي الضوء على مبادرات الاستدامة المختلفة لبنك الخليج على المستويات البيئية والمجتمعية والاقتصادية. وتشمل هذه المبادرات شراكة البنك مع مشاريع محلية لإعادة تدوير الورق والبلاستيك. وعلى المستوى التشغيلي، يحرص بنك الخليج أيضًا على تطوير وتنفيذ مختلف الخدمات المصرفية الرقمية، لمساعدة العملاء للحصول على تجربة مصرفية، غير ورقية، أكثر سلاسة، من خلال الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف النقال. وعلى المستوى المجتمعي، يقدم بنك الخليج بانتظام جهوده في مختلف المبادرات على مدار العام، بما في ذلك ساعة الأرض وتنظيف الشواطئ وغيرها. ومن الجدير بالذكر أن هذه المبادرات كان لها تأثير دائم، حيث ساعدت ليس فقط في تقليل النفايات والانبعاثات، ولكن أيضًا على زيادة الوعي والثقافة البيئية في المجتمع.

وقالت لجين القناعي من بنك الخليج: "نلتزم في بنك الخليج بالحفاظ على برنامج استدامة قوي على المستويات المجتمعية والاقتصادية والبيئية، عبر المبادرات التي تم تحديدها استراتيجيًا لتعود بالنفع على البلاد وعلى بنك الخليج. بصفته أحد المؤسسات المالية الرائدة في المنطقة، يلعب بنك الخليج دورًا حيويًا في المساهمة في القطاع المصرفي بطرق أبعد وأوسع من تقديم الخدمات المالية، حيث ننفذ باستمرار الحلول المستدامة في جميع المجالات - من العمليات إلى التدريب العملي، والأنشطة المجتمعية التي ترفع الوعي البيئي وتعزز نهجًا أكثر وعيًا بالاستدامة. يسعدنا أن نكون جزءًا من القمة الافتراضية الأولى للمركز العلمي، وهي مبادرة تساعد في تشكيل مستقبل المجتمعات التي نخدمها، وتوضح التزامنا الأكبر بالعالم الذي نعيش فيه."

وتطرقت من جانبها، الرئيس المنتخب لجمعية مهندسي الطاقة- فرع الكويت، ومديرة برنامج تقنيات كفاءة الطاقة في معهد الكويت للأبحاث العلمية د. فتوح الرقم إلى اتجاهات القوة والطاقة الوطنية وكيف ساعدت الحكومة من خلال البحث والتطوير في معهد الكويت للأبحاث العلمية التحدي الوطني للطاقة المتمثل في زيادة متطلبات الطاقة من أجل تحقيق التنمية المستدامة. وتحدثت بالتفصيل عن العديد من مشاريع كفاءة الطاقة الرئيسية بما في ذلك مدونة الحفاظ على الطاقة، تدقيق الطاقة، التحكم في طلب الطاقة، توقعات الطاقة وإدارة الطاقة المنزلية. وأشار د.أيمن القطان، مدير مشروع مجمع الشقايا للطاقة المتجددة، إلى بعض مشاريع الطاقة المتجددة التي نفذها المعهد وشركاؤه لتحقيق الاستدامة من خلال توظيف تقنيات الطاقة المتجددة وإيجاد أفضل التطبيقات على دولة الكويت ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي.

والجدير بالذكر أن القمة البيئية هي أحد الأنشطة الرئيسية في شهر البيئة لعام 2021، الفعالية التي انطلقت في 22 مارس والمستمرة لمدة شهر كامل، وانطلقت بالتزامن مع يوم المياه العالمي في 22 مارس لتنتهي في يوم الأرض العالمي في 22 أبريل.

تهدف أنشطة وبرامج شهر البيئة إلى تسليط الضوء على القضايا البيئية التي تؤثر على حياتنا اليومية، مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي والضغوط البيئية التي لها تأثير سلبي على النظم البيئية المحلية، والتأكيد على الحلول المتاحة والتي يتم سنها لتساعد في مكافحة هذه التحديات، مثل المشاريع التي تركز على إعادة توطين الشعاب المرجانية في الكويت، وفوائد الطاقة المتجددة، والنظم البيئية البحرية والساحلية المحلية، والأضرار التي تلحق بها.

تباينت أنشطة شهر البيئة بين المحتوى التعليمي المقدم على وسائل التواصل الاجتماعي والأنشطة والبرامج الافتراضية، فضلاً عن الأنشطة الخارجية في المركز التي تعطي فرصة للتعلم أكثر عن البيئة. تناولت موضوعات حول العلوم الكامنة وراء التفاعلات بين النباتات والحشرات والطقس والحيوانات، وكيفية الزراعة المستدامة في المنزل، وتضمنت الأنشطة أيضاً جولة افتراضية ذات طابع بيئي في أكواريوم مجبل المطوع لفترة محدودة، بالإضافة إلى مقاطع فيديو حصرية على وسائل التواصل الاجتماعي للمركز تجوب في مختلف النظم البيئية في الكويت لنشهد الأثر البيئي على الحياة النباتية والحيوانية. يمكن مشاهدة جميع الأنشطة والتسجيل في برامج المركز عبر موقعه الإلكترونيwww.tsck.org.kw أو في حسابه على إنستاقرام scicenterkw.

يحتفي المركز العلمي سنوياً بذكرى افتتاحه في 17 أبريل، وجاءت القمة البيئية لتختتم عاماً استثنائياً مر على المركز في ظل التحديات الآنية ختاماً يليق بمكانته وما قدم من أعمال تخدم البيئة والعلوم طوال الحادي والعشرين عاماً الماضية، حيث كانت قمة ثرية في معلوماتها والحوارات الموازية لها، وتداولت آراء ومقترحات لقضايا بيئية مهمة متسقة مع رؤيته ورسالته.

والجدير بالإشادة، قدم المركز منذ افتتاحه العديد من المبادرات العلمية والبيئية، وينظم فعاليات مختلفة سنويًا، تتضمن أنشطة مميزة ووبرامج تعليمية معتمدة على منحى تعليم ستم لتعزيز العلوم وتشجيع الأطفال والشباب على أن يصبحوا مبتكرين في المستقبل، كان آخرها فعالية تجربة في الفضاء التي وضعت الكويت على خارطة الفضاء العالمية أسوة بالدول المتقدمة. وإضافة على ذلك، الجهود الحثيثة التي يبذلها سعياً للمحافظة على البيئة والحياة الفطرية من حملات التنظيف وحتى إنقاذ وإعادة تأهيل الحيوانات البرية وإطلاق سراحها لتعود إلى بيئتها. وأيضاً البرامج التطوعية التي يقدم فيها المركز فرصة للشباب للخوض بمختلف أشكال العمل التطوعي لخلق جيل قادر على تحقيق التكامل المجتمعي. وباستضافة أكثر من أحد عشر مليون زائراً منذ افتتاحه حتى الآن، رسخ المركز العلمي مكانته ليكون الوجهة السياحية الأولى في الكويت.

أول تجربة علمية كويتية في الفضاء الأحد 6 ديسمبر 2020 15/ديسمبر/2020

في إنجاز تاريخي جديد للكويت، نجاح إرسال أول تجربة علمية كويتية إلى محطة الفضاء الدولية. ففي يوم الأحد الموافق 6 ديسمبر 2020 تم إطلاق صاروخ فالكون-9، المصمم من قبل شركة سبيس أكس، من مركز كيندي للفضاء في الولايات المتحدة، حاملاً معه تجربة صممها طلاب في الكويت لتسليمها إلى رواد الفضاء المتواجدين على متن محطة الفضاء الدولية للقيام بتنفيذها في الفضاء نيابة عن الطلبة. بمبادرة من المركز العلمي التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، تمثل التجربة حدثاً تاريخياً يعزز من مكانة الكويت ويضعها على خريطة الفضاء العالمية. وعلى ذلك احتفل المركز العلمي بهذا الإنجاز بإقامة فعالية خاصة لعرض لحظة إنطلاق صاروخ فالكون-9 إلى الفضاء.

 

وصرحت السيدة رنا النيباري- مدير عام المركز العلمي في حديثها خلال الفعالية: "فخورون بنجاح إطلاق أول تجربة علمية كويتية إلى الفضاء قام بها طلابنا الذين أظهروا قدرتهم على النجاح والمثابرة، واستمروا بالعمل حتى خلال الظروف الصعبة هذا العام. ويسعدنا اليوم أن نحتفل بهذا الإنجاز التاريخي".

 

وتابعت النيباري بتسليط الضوء على أن المركز العلمي:" يسعى دائماً إلى تبني مثل هذه المبادرات، إنطلاقا من رؤيتنا في أن نكون مركزًا مستقطباً للمبتكرين المستقبليين في مجال العلوم، وإيماناً منا بأهمية العلوم ودورها في فهم عالمنا وبناء مستقبل مستدام للكويت. لذلك نبذل قصارى جهدنا في دعم الطلاب والشباب وتشجيعهم على الخوض في مجال التجارب العلمية التي من خلالها يتم تحصيل الخبرات الأساسية اللازمة لذلك. وكان هدفنا من هذه المبادرة رفع الوعي بالمهمات الفضائية ودورها في التنمية المستدامة التي من شأنها تؤدي إلى مستقبل مستدام للكويت".

 

والجدير بالذكر أن هذه التجربة قد أختيرت من مسابقة أقامها المركز العلمي خلال فعالية شهر الفضاء 2019، بهدف قياس تأثير الجاذبية الصغرى على نمو بكتيريا إي كولاي و استهلاكها لثاني أكسيد الكربون. وذلك بالتعاون مع شركة الفضاء المداري، الشركة الأولى في العالم العربي التي تتيح الوصول إلى الفضاء من خلال تقنية الكيوب سات، وكان باب المنافسة  مفتوح أمام جميع الطلاب من جميع المستويات المدرسية، ليتم اختيار الفائز من قبل لجنة من العلماء والمعلمين المرموقين. وتم اختيار الفريق الفائز، المكون من الطالبين عمر قمورية وملك عبدالله، لجدوى فكرتهما واحتمالية تحقيق نتائج التعلم. كان الطلاب من خريجي المدرسة الأمريكية في الكويت عام 2019. وبجانب هذه المسابقة، أجريت أخرى بين الطلبة في الكويت لتصميم شعار للتجربة فازت بها الطالبة حوراء ميرزا.

 

"يختلف هذا النشاط عن غيره من الأنشطة الطلابية فهو عبارة عن رحلة حقيقية للفضاء". أكملت النيباري: "استمتعنا بجميع مراحلها بدايةً من اختيار التجربة الفائزة، إلى مرحلة الدراسة والبحث، تليها التجارب الأولية وجمع البيانات في مختبرات جامعة الكويت، وحتى وصلنا اليوم إلى مرحلة الإطلاق. عاماً كاملاً من الجهد والتعب، عملنا يداً بيد مع عمر وملك، وسرنا بثقة خطوة بخطوة حتى حققنا الإنجاز في إتمام المهام المطلوبة بحسب الجدول الزمني للمهمة الفضائية. تخطينا معهم كل الصعاب والتحديات التي واجهتنا، خصوصاً في ظل الأزمة العالمية التي أوقفت العالم إلا أننا لم نتوقف واستمرينا بالعمل المتواصل حتى وصلنا للمرحلة النهائية. والآن نرى ثمرة جهدنا أمام أعيننا ونحن نشاهد أول تجربة كويتية طلابية تتم في الفضاء، والتي بفضل جهود الجميع أصبحت واقع ننتظر نتائجه".

 

استمرت التحضيرات الأولية للتجربة قبل إرسالها إلى محطة الفضاء الدولية عاما كاملا، بدعم فني ولوجستي من شركة الفضاء المداري وجامعة الكويت التي شاركت المركز العلمي في هذه المبادرة، وهيأت للطلاب جميع السبل لإنجاح هذه التجربة.

 

وقد صرح مؤسس ومدير عام شركة الفضاء المداري- الدكتور بسام الفيلي بمناسبة هذا الحدث قائلاً: "الإنجازات والابتكارات في مجال الفضاء هو حديث الساعة في نطاق العلوم والتكنولوجيا على مستوى العالم، ونحن فخورون بدعم المركز العلمي في خلق هذه الفرصة لتمكين شبابنا وتعليمهم المهارات ليساهموا في الجهود المبذول في تطوير وتقدم مجال الفضاء من أجل تحسين جودة الحياة على الارض." وأكمل الفيلي تصريحه: "مع انطلاق أول تجربة كويتية إلى محطة الفضاء الدولية، يسعدنا أن نشعل شغف الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا وخصوصاً مجال الفضاء. تجربة الكويت ليست فقط لإطلاق أحلام الطلبة، بل لإطلاق الخطوة الأولى لدخول الكويت في قطاع الفضاء أسوة بالدول المتقدمة".

 

وقالت ندى الشمري- مديرة الأنشطة التعليمية والتواصل في شركة الفضاء المداري: "نحن متحمسون لخلق وتوفير الفرص التعليمية والعلمية للشباب التي من شأنها تطوير قدراتهم في البحث العلمي وإيجاد الحلول للتحديات وتنمية مهاراتهم في قيادة وأدارة المشاريع العلمية". و أكملت الشمري:" لقد شجعنا التأثير الرائع الذي أحدثته تجربة الكويت الأولى في الفضاء على الشباب وهذا دليل واضح على جدية تفاعلهم مع مثل هذه الفرص متى أتيحت لهم، ونحن نواصل تقديم المزيد من الفرص في المشاركة الفضائية والبعثات للشباب في الكويت والمنطقة".

 

لتحقيق هذا النجاح تعاون المركز العلمي وشركة الفضاء المداري مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وشركات عالمية متخصصة في مجال علوم الفضاء لتسليم الحمولة وتحقيق حلم الطلاب في إتمام هذه التجربة، وذلك بتقديم كل المعدات المطلوبة وتهيئة بيئة مناسبة لهم.

 

صرحت مديرة برامج دريم أب، لورين ميلورد، بالإنابة عن شركة دريم أب "نفخر بشكل  كبير بدعم الطلاب الذين أطلقوا أول حمولة علمية كويتية إلى محطة الفضاء الدولية اليوم. لم يصنع هؤلاء الطلاب التاريخ فحسب، بل أظهروا مثابرة مذهلة وقدرة على التكيف والإصرار حيث استطاعوا إنهاء التجربة في الموعد المحدد للإطلاق على الرغم من تحديات جائحة كوفيد -19. نهنئهم وكذلك نثمن جهود الجهات التي دعمتهم خلال هذه المهمة الفضائية.  سنظل نراقب نتائج التجربة وما سيفعله فريق إي كولاي".

 

والجدير بالذكر أن شركة دريم أب، مقرها العاصمة واشنطن، هي أول شركة خاصة تتيح المجال للطلبة للمشاركة في المهمات الفضائية. وتهدف الشركة إلى إلهام الأطفال على مستوى العالم وإشراكهم من خلال الاكتشافات العلمية في الفضاء، وتعزيز مجتمع تعليمي حيث تتوفر الفرصة لعمل الأبحاث والمهمات الفضائية  للطلبة من جميع الأعمار. كما أنها تتمتع بسجل حافل مع أكثر من 400 حمولة بحثية للطلاب من جميع أنحاء العالم تم إطلاقها على صواريخ سبيس إكس ونورثروب جرومان إلى محطة الفضاء الدولية بالشراكة مع نانوراكس واتفاقية قانون الفضاء مع وكالة ناسا.

 

بعد الانتهاء من التحضيرات الأخيرة للتجربة بتاريخ 13 نوفمبر 2020 في مختبرات كلية العلوم الطبية في جامعة الكويت والتي استمرت ٤ شهور، شحنت التجربة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لعمل ترتيبات الإطلاق الى محطة الفضاء الدولية. وبمناسبة ذلك صرح جاك ميوز، الرئيس الإقليمي لشركة فيديكس إكسبريس في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا: "نحن متحمسون لنقل هذه الشحنة التي قد تسهم في تغيير ملامح عالمنا الحالي ودعم الجهود البحثية العلمية للطلاب. ونتوجه بالشكر للمركز العلمي بالكويت على منحنا الثقة لنقل هذه الشحنة والبرنامج الذي من شأنه أن يُغير العالم. ولطالما تشاركنا سوية ذات الرؤى المتمثلة بتمكين الجيل المقبل وتحفيزه على الاستكشاف وإحداث التغيير الإيجابي".

 

وفي حديث نائب رئيس بعثة السفارة الأمريكية لاري ميموت خلال الحفل، سلط الضوء على عمل السفارة في تعزيز التعاون العلمي بين الولايات المتحدة والكويت. "بالإضافة إلى برامج التطوير المهني والتبادل الأكاديمي للطلاب والباحثين الكويتيين، نأتي بخبراء علميين أمريكيين إلى الكويت لتبادل الخبرات وإلهام الطلاب للسعي وراء العمل في مجال العلوم. نتطلع إلى توسيع شراكاتنا مع المؤسسات الكويتية للمساعدة في تحفيز الأبحاث الفضائية المستقبلية القادمة من الكويت".

 

أكدت النيباري أن هذه ليست المبادرة الأولى التي يتبناها المركز العلمي لتعزيز علوم الفضاء في المجتمع أو التعاون مع محطة الفضاء الدولية إلا أنها الأكثر تميزاً، وقد جاءت استكمالاً لمسيرة المركز في تعزيز مكانة الكويت في مجال علوم الفضاء دولياً. فمنذ افتتاح المركز عام 2000 وبمناسبة إنشاء سينما آي ماكس، رُفع علم الكويت في محطة الفضاء الدولية ISS أثناء تصوير فيلم محطة الفضاء ثلاثي الأبعاد الذي أصدر عام 2002. وفي عام2006  نظم المركز فعالية لاقت صدى واسع بين المهتمين بالثقافة الفضائية، حيث سنحت الفرصة للطلاب وهواة الفضاء الخارجي التحدث لرواد الفضاء عبر الاتصال اللاسلكي بمحطة الفضاء الدولية من المركز العلمي. وبمناسبة أسبوع الفضاء العالمي نظم المركز العلمي فعالية شهر الفضاء عام 2018، الذي تضمنت عروض مميزة وأنشطة تعليمية لجميع الأعمار وكذلك لقاء حصري مع نابغة الفضاء الإماراتية علياء المنصوري. وفي عام 2019 أعاد المركز العلمي فعالية شهر الفضاء بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشاء محطة أم العيش، أول محطة فضائية أرضية في الشرق الأوسط تقع في الكويت.

 

وفي ختام الفعالية، شكرت النيباري جميع المشاركين في تحقيق هذا الإنجاز." نشكر جميع الجهات والأفراد الذين شاركوا في إتمام هذه التجربة، على رأسهم شركة الفضاء المداري، المتمثلة برئيسها د. بسام الفيلي، والتي لها الدور الأعظم في تمويل التجربة، والتنسيق بين الطلبة و الجهات الأخرى وكانت هي حلقة الوصل التي تربط بين المركز العلمي ومحطة الفضاء الدولية. كما نشكر جامعة الكويت التي فتحت لنا أبواب مختبرات كلية العلوم الطبية لإجراء التجارب الأولية تحت إشراف أستاذة علوم الاحياء المجهرية الدكتورة ليلى فالي. وأتقدم بأجزل الشكر للسفيرة ألينا ل. رومانوسكي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى دولة الكويت التي عملت جاهدة على تسهيل وصول التجربة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وكذلك نشكر كل من شركة فيديكس إكسبريس التي شحنت التجربة من الكويت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وشركة دريم أب على توفير المعدات المطلوبة لنقل وإجراء التجربة على متن محطة الفضاء الدولية."